ثقافة بسبب تعطل صرف المنحة الاستثنائية.. الكميون الثقافي مهدّد بالبيع وفضاء فينوس بماجل بلعباس اصبح مصيره الغلق!
بسبب تعطل صرف المنحة الاستثنائية هل سيكون البيع هو مصير الكميون الثقافي والغلق هو قدر فضاء فينوس بماجل بلعباس ذاك الفضاء الثقافي الوحيد بالجهة؟ سؤالين طرحناهما بعد اعلان بلال علوي مدير الفضاء وصاحب الكميون عن استقالته بسبب تراكم الديون المتخلدة عليه...
وفي تصريح خص الجمهورية به اشار بلال علوي الى انه سئم من سياسة التسويف فضلا عن إثقال الديون المتخلدة بذمة مشروع الكميون الثقافي كاهل الجمعية خاصة في ظل عدم صرف المنحة التي وعدت بها وزارة الثقافة مما سيُضطر لبيع الكميون الثقافي.
وللإشارة فقد سبق لبلال علوي اتخاذ قرار بيع الكميونة ولكن في ذلك الوقت تدخّل وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين لطمأنة علوي وتعهّد بصرف منحة استثنائية للمشروع، وبالفعل صرفت المنحة من الوزارة ولكنها تعطلت في المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالقصرين.
ومنذ تاريخ 22 سبتمبر الماضي الى يوم لم تصرف المنحة دون معرفة الأسباب التي حالت دون ذلك، مما دفع ببلال علوي رئيس جمعية الشهاب المسرحي الى اعلان استقالته واتخاذ قرار بيع الكميون الثقافي في ظل ما اعترضه من تعطيل ومماطلة.
وللاشارة فقد انطلق عمل الكميون الثقافي بتاريخ 28 جانفي 2017، وهو عبارة عن شاحنة خفيفة من نوع "404 باشي" حوّلها بلال علوي وأصدقائه الى مسرح متنقّل يقدم العروض لأطفال المدارس الريفية الحدودية في القصرين والولايات المجاوة...
واكد العلوي انه اختار التوجه بمشروعه نحو المناطق المهمشة التي انتمى اليها فهو ينحدر من المنطقة الريفية ماجل بلعباس من ولاية القصرين التي يفتقر سكانها الى ابسط مقومات الحياة، مشيرا الى انه آمن بفكرة ضرورة مشاركة الاطفال نشاطه المسرحي الذي كان عبارة عن حلم. وهنا قال بلال علوي "من حقنا الحلم، ومن حقنا الدفاع عن أحلامنا ومن حق اطفال المناطق الحدودية التمتع بالفنون وممارسة الفعل الابداعي ومعانقة الحلم في ابهى تجلياته"...
هكذا يتحدث المسرحي بلال علوي عن «الكميون الثقافي» مضيفا في قالب تساؤلات محيّرة"ضحكة صادقة من طفل صغير تشعرنا أننا جزء منهم"، فهل ستباع كميونة الامل، وهل سيحرم الاطفال الذين ينتظرون قدوم الكميونة محملة بالمسرح والموسيقى؟ وما هو ذنب الاطفال في بيروقراطية الادارة والتعطيل الاداري الذي تمارسه مندوبية الشؤون الثقافية بالقصرين؟
يبدو ان الحلم بات صعبا في ظل توسّع دوامة التعطيل الاداري وتقلّص نافذة الامل، علما وانّ "كميون الامل" في ماجل بلعباس لن يباع فحسب بل سيغلق فضاء فينوس للفنون وهو فضاء فتح ابوابه للمثقفين بتاريخ 10 اكتوبر 2016، بمناسبة افتتاح مهرجان "ضحكة لكل مواطن".
و"فينوس" هو الفضاء الثقافي الخاص والوحيد الموجود بمدينة ماجل بلعباس، فضاء لاجتماع مبدعي الجهة وفضاء لاحتضان احلام الطفولة، فينوس اصبح منذ شهر او يزيد فضاء يجتمع به رواد دار الثقافة ومنشطيها بسبب الاشغال التي تعرفها دار الثقافة ماجل بلعباس، فهل سيغلق فينوس ابوابه؟ هل سيحطّم حلم ابناء الجهة واحلام اطفالها بسبب لا مبالاة الادارة وسياسية التسويف التي تعتمدها؟
الكميون الثقافي بعث لمشاركة الاطفال حلمهم وتحسيسهم بضرورة التمسك بالعلم لمواجهة خطر الدمغجة وتجاوز وجيعة الفقر، هناك في الارياف المنتشرة وفر الكميون للصغار بعض من الامل والفرحة، فهل سيحرم الاطفال من فرحتهم؟
ووفق ما قاله بلال علوي فقد بُعث الكميون الثقافي من اجل مشاركة الصغار فرحتهم، وبهجتهم ومن اجل ترسيخ حب الارض فيهم... بلال علوي هو فنان لطالما آمن بلا مركزية الفعل الثقافي وبأن الفن حق وان دور الفنان هو عبارة عن محاولة لإزالة الغبار على احلام الاطفال وفتح المجال لهم لتحقيق احلامهم؟
فهل ستباع الكميونة؟ هل سيغلق فينوس؟ وهل سيجهض الحلم؟
حاتم الصالحي